آية الله المعظم المجاهد المظلوم السيد الأمجد كاظم الرشتي قدس سره الشريف |
ولما كان في خفاء الحجة خراب العالم وإبطال النظام أمر الحسين عليه السلام بالجهاد وعدم مبايعة أهل العناد، ولما كان الأمر كما ذكرنا من وجوب إيصال المكلف به وعدم إلجائهم إلى القبول وجب أن لا يقاتلهم عليه السلام بقوته وقدرته وإلا لأفناهم ألجأهم إلى القبول وهو خلاف سر الحكمة، فما بقي إلا أن يقتل روحي فداه.
ولما كان ظهور سلطنة النبي صلى الله عليه وآله وإعلاء أمره إنما هو بقتله عليه السلام إذ لم يتهيأ لسائر الأئمة عليهم السلام ما قد تهيأ له من ظاهر الأسباب وكان الخلق في مبدأ القوس الصعودي في مقام الانجماد ولم يكن يتبين لهم من عظم قتله عليه السلام ليتنبهوا ويعظموا الأمر كما لم تتنبهوا بقتل الوصي أمير المؤمنين والحسن عليهما السلام مع أنهما أعظم من الحسين عليه السلام وجب في مقام تربية العالم أن يجري عليه روحي فداه جميع الأنواع من المكاره والمصائب والهموم والمحن والبلايا التي يرق لها القلوب فإن الناس لاختلاف ميولاتهم وأهوائهم لا يجتمعون على شيء واحد في الفرح ولا في الحزن فوجب أن يجري عليه عليه السلام من الآلام والمحن بحيث ترق له القلوب بجميع ميولاتها المختلفة وشهواتها المتشتتة حتى لا يبقى لأحد العذر في البكاء والنحيب والرقة له عليه السلام من القتل والنهب والعطش وسبي النساء وسلب الرؤوس وشماتة الأعداء والغربة والأسر وأمثالها من الأمور التي كل واحد منها مستقل يكفي في إهلاك النفس من شدة الحزن والوجد والتألم.
المصدر: أسرار الشهادة لآية الله المعظم المجاهد المظلوم السيد الأمجد كاظم الرشتي قدس سره الشريف
(خدام أوحديين)
ليست هناك تعليقات:
يسعدنا تفاعلكم بالتعليق، لكن يرجى مراعاة الآداب العامة وعدم نشر روابط إشهار حتى ينشر التعليق، ويمكنك أن تستخدم الابتسامات بالوقوف عليها لمعرفة الكود
=q =w =s =d =f =g =h =t =y =u =z =x =c =v =b =n =m =a =e =r