آية الله العظمى المعظم المجاهد المظلوم الشيخ محمد أبي خمسين قدس سره الشريف |
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يا كريم
وقعة سنة الدبس في أيام حياة المرجع الديني الكبير آية الله الشيخ محمد أبوخمسين (قدس سره) وكانت تلك الفترة عصيبة على أهل الأحساء جميعاً من السنة والشيعة، فلقد كان أهل البر – البدو العجمان – يغزون مدن وقرى الأحساء، ويسلبون كل ما يستطيعون سلبه، من الممتلكات العامة والخاصة، بالخصوص التمر. وكانت الأحساء سابقاً محصنة بالأسوار العظيمة، ولها دراويز – بوابات كبيرة – كادروازة الخميس، والصالحية، والجرن، والكوت، وبوابات صغيرة أخرى، كبوابة الحداديد، والخباز، وغيرها. حتى أتى اليوم الذي حاول العجمان أن يهجموا على حصن مدينة الهفوف، لكي يسيطروا على عاصمة البلاد. ولكن الله - عز وجل - من على أهل هذه البلاد، عالم جليل حكيم إلهي، له من الدراية الكبيرة، التي أنقذت الأحساء وأهلها من هؤلاء المجرمين. فلقد كان الشيخ محمد أبو خمسين، هو المخطط لإبعاد العجمان عن المدينة، ومن ضمن الخطط التي عمل بها. عندما حاول العجمان الهجوم على المدينة من طريق دروازة الخميس. وكانت الدروازة عظيمة. قال الشيخ محمد للناس، من لديه محاصن تمر – أكياس كبيرة من خوص النخيل - فليأتي بها. استجاب الناس، وأتوا كل ما عندهم من محاصن التمر، ومن ثم قال لهم الشيخ، أجعلوا المحاصن أمام الدروازة ملتصقة بها، من الأسفل حتى الأعلى. وبعد أن سدوا البوابة بالمحاصن، كان العجمان يحاولون دفع أبواب الدروازة بالأخشاب الكبيرة، لكي يفتحوها، ولكن دون جدوا، ولا يعلمون ما هو موجود خلف الدروازة. حتى أتت فكرة على العجمان، بأن نحرق الدروازة لنستطيع الدخول! استحسنوا الفكرة، وبعد إشعال باب الدروازة، أحترق التمر وذاب وأصبح – دبس – وكلما أكثروا من إحراق الباب ذاب التمر أكثر، حتى أصبحت المحاصن ملتصقة تماماً بباب الدروازة، فأصبحت الدروازة أعظم صلابة وقوة من جدار حصن المدينة. ومن حاول من العجمان الاقتراب من الدروازة أصابه الدبس المحترق فأحرقه وهرب! ولم ينجح العجمان في خطتهم هذه. وعليه سمية هذه السنة - بسنة الدبس- الشهيرة.
بعدها بفترة من هذه الحادثة، حاول العجمان الهجوم على الهفوف من جديد للسيطرة عليها. ولكن أيضاً خططهم بائة بالفشل. فلقد حفروا خندق عميق تحت الأرض من خارج سور المدينة من ناحية بوابة الخباز، لكي يحاولوا الدخول عن طريق هذا النفق إلى داخل المدينة. وما أن أخبروا الشيخ المقدس الحكيم الإلهي – قدس سره الشريف – إلا أتى لهم بمخطط آخر قضى على كثير من العجمان الذين حاولوا الدخول عن طريق هذا النفق. فلقد أمر الشيخ الناس بحفر حفرة كبيرة وعميقة من داخل السور، مقابل الخندق الذي يحفرونه. وبعد الانتهاء من هذه الحفر الكبيرة والعميقة، أمر الشيخ بتسليط الماء فيها حتى تمتلئ تماماً، لكي إذا وصل المتسللون إلى المنطقة الحفرة، سوف يدخل عليهم الماء المتسرب من الحفرة إلى الخندق، ويغرقون بعد دخول الماء في الخندق! بالفعل هذا ما حصل ومات وغرق الكثير منهم وهربوا!
اللهم صل على محمد وآل محمد
ردحذف