دعوني وأيتام آل محمد |
الحمد الله رب العالمين والصلاة على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا وحبيب قلوبنا النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين من الآن إلى قيام يوم الدين.
قال تعالى (والباقيات الصالحات عند ربك خير ثواباً وخير أملاً).
وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهما السلام: العلماء باقون ما بقي الدهر أعبائهم مفقودة وآثارهم في القلب موجودة.
من آثار عالم عامل فقيه حكيم عابد زاهد هي عبارة من أجمل وأروع العبارات التي سمعتها ولا زلت أتذكرها بين الفينة والأخرى هي عبارة (دعوني وأيتام آل محمد) هذه العبارة صدرت من شخصية إسلامية رفيعة ألا وهي شخصية مولاي سماحة الإمام المصلح والعبد الصالح المقدس المولى الميرزا حسن الحائري الإحقاقي أعلى الله مقامه الشريف.
في هذا الزمن من الصعب من النادر أن تجد شخصاً يقدم مصالح وحاجات الناس على مصالحة الخاصة. فالكل يسعى نحو الجاه والمال وتكوين الثروة بأي وسيلة كانت متناسياً واجبه تجاه الاخرين.
وهذا هو الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم يقول (ياعلي أنا وأنت أبوا هذه الامة) فمنذ رحيل الرسول الأعظم والإمام علي عليه السلام ومحبيهم وشيعتهم غدو أيتام يحتاجون إلى الرعاية والعطف الأبوي، ويحتاجون إلى من ينصحهم ويساعدهم في قضاء حوائجهم الخاصة. من الواضح أنه بعد وفاة الرسول الأعظم ووصيه عليهما السلام توجه الشيعة إلى سلالة الرسول ابتداءاً من الإمام الحسن عليه السلام إلى الإمام العسكري عليه السلام إلى الإمام الحجة عجل الله فرجه الشريف. لكن في زمن غيبة الإمام عليه السلام يتوجه الشيعة إلى علماء الشيعة (علماء آل بيت محمد صلى الله عليه وآله وسلم) فهم وكلاء الإمام الحجة عليه السلام. فعلماء الشيعة قاموا بواجبهم الديني في خدمة الإسلام والمسلمين والدفاع عن أهل بيت العصمة. ومن هؤلاء العلماء الفضلاء سماحة مولاي المقدس الميرزا حسن الإحقاقي أعلى الله مقامه الشريف الذي نذر نفسه في خدمة الدين والدفاع عن عقيدة أهل البيت بالتأليف والتدريس وبناء المشاريع في مختلف بقاع الأرض إضافة إلى خدمة المؤمنين.
عندما ننظر إلى مساهماته في التأليف نرى أنه ألف كتب قيمة في الفقة والعقيدة مثل كتاب أصول الشيعة والرسالة العملية لمقلديه ومحبيه أحكام الشيعة وكتاب رسالة الإيمان وغيرها من الكتب القيمة التي أثرت المكتبة الشيعية. إضافة الى أن كتاب رسالة الإنسانية يعد مدرسة لكل إنسان يطلب الأخلاق العالية. ولا ننسى تصديه للدفاع عن أهل بيت العصمة عليهم سلام الله والدفاع عن الشيخ الأجل الشيخ أحمد بن زين الدين الأوحد الأحسائي وتلامذته قدست أسرارهم الشريفة. إضافة الى مساهمات هذا العالم العامل بالمشاريع العامة في أنحاء العالم. فهذه المشاريع شملت بناء المساجد والمدارس والحسينيات والحوزات العلمية والمستشفيات في مختلف بقاع الأرض فمن هذه المشاريع تأسيس حوزة النورين النيرين عليهما السلام في الكويت وتأسيس مركز الإحقاقي الصحي في الكويت وتأسيس جامع الإمام جعفر الصادق عليه السلام في لبنان وتأسيس جامع أمير المؤمنين عليه السلام في أمريكا وغيرها من المشاريع القيمة التي يستفيد منها المسلمون عامة.
إضافة إلى هذه المشاريع والخدمات الإنسانية هناك جانب هاماً وأكثر إشراقاً من حياته الشريفه هو تصديه لخدمة المؤمنين بقوله (دعوني وأيتام آل محمد) فهو قدس سره الشريف كان الأب الحنون لكافة الناس، ما من شخص قصده في حاجة إلا ولقي حاجته لديه، فهو من يستقبل زائريه بنفسه ويرد على المكالمات بنفسه ويجيب على الأسئلة الموجهه له بنفسه. من الأهداف التي يرمي لها سماحته بالإجابة على الأسئلة بنفسه يوضحها لنا سماحة الشيخ عادل بوخمسين حفظه الله في مقالته المنشورة في موقع الشيخ الأوحد أحمد بن زين الدين الأحسائي بعنوان (المرجعية عطاء مستمر)، فيسطر سماحة الشيخ عادل هذه الكلمات بقوله "ذات يوم كنت في زيارة له، وكان يتحدث حول طلبات الناس وحاجاتهم إليه، فكان يقول الناس يقبلون بحوائجهم إلي وأنا أفرغ نفسي لهم حتى رسائلهم لا أدع أحد يقرؤها غيري. فقلت له مولاي أنت مشغول، ألا تدع أحداً يقرؤها ثم يطلعك على المهم عليها. قال بني هذه أسرار الناس، حتى لو أخذت مني وقتًا، لا أدع أحد يطلع عليها." إنه جلي لكل منصف أن يحفظ أسرار الناس والخوف على مشاعرهم من الإطلاع على ما يطلبون سواء كانت استفسارات فقهية أو أسئلة عامة أو ضرورية وإن كانت صغيرة هو الهدف الأساسي كان لسماحته فلا يتصدى بالإجابة عليها أحدًا غيره قدست روحه الطاهرة. إحصاء كرامات هذا العالم العامل صعب مستصعب، وإني على يقين بأن ما نعرفه من كراماته لهو قطرات من بحر. في إحدى محاضراته قدس سره قال بأنه سمع عن المجاعات التي في أفريقيا وكان يتمنى أن يسافر إلى أفريقيا لإطعام الأطفال بيديه الكريمتين لولا كبر سنه ومشقة السفر عليه كان المانع له من عدم السفر. ومن المعروف عنه أيضًا أنه كان رؤوفاً على الأيتام بشكل خاص. وخير دليل على ذلك هو وقفه بيته في طهران للأيتام لكي يستفيد منه الأيتام حتى بعد وفاته قدس سره الشريف.
بفقده فقد الناس أباً رؤوفاً وعطوفاً، فهو من قال (إني أحب أن أصل كل الشيعة في نقاط العالم).
ولكنه خلف عالمين جليلين ألا وهما خادم الشريعة الغراء قدس سره الشريف الذي واصل طريق والده المقدس حتى ارتحل عن الدنيا والتحق بوالده، والعالم الثاني وهو - أشبه الناس خلقًا وخلقًا بالإمام المصلح – الحكيم الالهي والفقيه الرباني المولى المعظم آية الله العظمى الحكيم الإلهي والفقيه الرباني الميرزا عبدالله الحائري الإحقاقي دام ظله الشريف فهو سلسل أسرة العلماء والفقهاء وعميد مدرسة الشيخ الأوحد الأحسائي قدس سره الشريف الذي لا زال يجاهد لمواصلة ما بدأه آبائه وأجداده وعلماء هذه المدرسة رحمهم الله برحمته الواسعة.
وفي الختام أود أن أختم بكلمات موجزة مفادها نعم نحن أيتام نحتاج إلى من يرعانا ويوجهنا في حياتنا وبفقدك وفقد نجلك المعظم فقدنا الرعاية الأبوية التي أعتدنا على تلقيها بحب وحنان، فنحن بالفعل أيتام من ساد الحزن قلوبهم ووجوههم بفقدك وفقد نجلك، ولكننا بعد فراقك وفراق نجلك أحسسنا برعايتكم الأبوية السامية التي لمسناها بعطف وحب قديرين من نجلكم المعظم الميرزا عبدالله الإحقاقي دامت بركاته فهو الآن الأب الروحي لأيتام آل محمد، فهو من تعهد بمواصلة الطريق الذي سلكتموه عن طريق الأعتناء وتلبية حاجات المؤمنين. رحمك الله يا مولاي يا ميرزا حسن ويا مولاي يا ميرزا عبدالرسول وحشركما مع محمد وآله الطاهرين، وحفظ الله وأيد وسدد مولاي الحكيم الإلهي والفقيه الرباني الميرزا عبدالله الإحقاقي دام ظله العالي.
المصادر
1. كتاب فكر الإمام المصلح لمؤلفه سماحة الشيخ عبدالجليل الأمير حفظه الله.
2. مقال المرجعية عطاء مستمر لسماحة الشيخ عادل أبو خمسين حفظه الله، المقال منشور في موقع الشيخ الأوحد أحمد بن زين الدين الأحسائي قدس سره الشريف
بقلم: المؤيد
ليست هناك تعليقات:
يسعدنا تفاعلكم بالتعليق، لكن يرجى مراعاة الآداب العامة وعدم نشر روابط إشهار حتى ينشر التعليق، ويمكنك أن تستخدم الابتسامات بالوقوف عليها لمعرفة الكود
=q =w =s =d =f =g =h =t =y =u =z =x =c =v =b =n =m =a =e =r