آخر الإضافات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عتق العبيد وتحريرهم

الإمام المصلح والعبد الصالح آية الله المعظم المجاهد المظلوم المولى الميرزا حسن الحائري الإحقاقي قدس سره الشريف
الإمام المصلح والعبد الصالح آية الله المعظم المجاهد المظلوم المولى الميرزا حسن الحائري الإحقاقي قدس سره الشريف

س/ الدين الإسلامي هو دين العدالة والرحمة فكيف لم يأمر بعتق العبيد وتحريرهم منذ صدر الإسلام؟ 


ج/ إن الله تبارك وتعالى لم ينزل على رسوله الأحكام دفعة واحدة، بل أنزلها تدريجاً، وأمر بإيصال التكاليف الشرعية إلى أمته شيئاً فشيء، كما أن في ابتداء الإسلام قال: 
(قولوا لا إله إلا الله تفلحوا). فأمرهم بالشهادتين من غير عمل، ثم كلفهم بالصلاة والزكاة والخمس والصيام بعد فترات، حتى أن الشهادة الثالثة (أن علياً أمير المؤمنين ولي الله)، 
 التي هي كمال الدين وروح الإيمان، أخرها عن الأحكام جميعاً وقال: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسْلامَ دِينًا)، وكذلك نهاهم عن المحرمات تدريجاً حتى أنه سبحانه لم يحرم الخمرة عليهم في ابتداء الإسلام إلا في الصلاة بقوله عز وجل: (لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ)، ثم بعد مدة أنزل الآية الشريفة: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ) 
والإثم الخمرة.

فكذلك الرقيق، ففي ذلك العصر وقبله كان الناس أجمع من العرب والعجم في شرق الأرض وغربها وشمالها وجنوبها، يتعاملون بالرقيق بل كانوا يستعبدون الأحرار فضلاً عن العبيد،  وتحريرهم في ذلك الزمان كان أشق على الملوك والأغنياء من العمل بالفرائض أو الاجتناب عن المحرمات، ﻷنه مال والمال عزيز، ويوشك أن لا يطيعوه في هذا الحكم، كما أن كثير من المسلمين يتكاسلون عن أداء الخمس والزكاة من صدر الإسلام حتى في زماننا هذا وهم يصلون ويصومون ويحجون،  فلذا جعل تحرير العبيد بالتدريج في ضمن الأحكام بعنوان الكفارات على أنواعها، بعد ما أمرهم بالعدل والإحسان إليهم والعطف والإنفاق، بل عبر عن العبيد بالأخوة، حيث يقول عز من قائل: (ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ ۚ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ۚ ).

وجعل في عتقهم قربة إلى الله ثواباً عظيماً وأجراً كبيراً، وكان المسلم يشتري الرقيق ويعتقه في سبيل الله.

وبعد هذا كله، فإن المولى هو الحكيم وعقول البشر أضعف من تعقل حكمة الله وفلسفة أحكامه.

جواب الإمام المصلح والعبد الصالح آية الله المعظم المجاهد المظلوم المولى الميرزا حسن الحائري الإحقاقي قدس سره الشريف

المصدر: ضياء السائل ص101
إذا وجدت هذا الموضوع مفيد يمكنك مشاركته مع زوار مدونتك، أو نشره في المنتديات.

رابط

رابط HTML

رابط للمنتديات

ليست هناك تعليقات:

يسعدنا تفاعلكم بالتعليق، لكن يرجى مراعاة الآداب العامة وعدم نشر روابط إشهار حتى ينشر التعليق، ويمكنك أن تستخدم الابتسامات بالوقوف عليها لمعرفة الكود
=q =w =s =d =f =g =h =t =y =u =z =x =c =v =b =n =m =a =e =r

جميع الحقوق محفوظة لــ: شبكة الإحقاقي الثقافية 2016 ©