آخر الإضافات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

الهورقليا

خادم الشريعة الغراء آية الله المعظم المجاهد المظلوم المولى الميرزا عبدالرسول الحائري الإحقاقي قدس سره الشريف
خادم الشريعة الغراء آية الله المعظم المجاهد المظلوم المولى الميرزا عبدالرسول الحائري الإحقاقي قدس سره الشريف

 بما أن كلمة (الهورقليا) لفظة اصطلاحية وعلمية، فقد أوجبت استيحاش بعض الجهلة منها، وإن جماعة من ذوي الأغراض والأمراض استفادوا من استيحاش أولئك الجهلة والعوام – من هذه اللفظة – فأرادوا أن يحجبوا نور الحقائق عن أنظار الناس.


ونحن في هذا الكتاب المختصر نقوم بشرح معنى هذه اللفظة، وكشف النقاب عنها، وتوضيح المسألة في أنظار العوام والبسطاء، ليطلعوا على الحقيقة، ويظهر لهم جلياً زيف أمثال أولئك المخادعين.

المرحوم الشيخ الأحسائي في كتابه (جوامع الكلم) ضمن جوابه عن أسئلة الملا محمد حسين عن توضيح معنى كلمة (الهورقليا) أو (الجسم الهورقليائي) يقول هكذا: (الهورقليا، لفظ سريانية ومعناها: (العالم المثالي)، وهو عبارة عن البرزخ ما بين عالم الأجسام وعالم النفوس).

ففي الحقيقة والواقع أن منظر الشيخ المرحوم من كلمة (الهورقليا) أو (الجسم الهورقليائي) هو ذلك الجسم الأثيري الذي ذكره وشرحه المرحوم كاشف الغطاء، وأعتبره الواسطة بين الجسم المادي الثقيل وبين الروح، إلا أن المرحوم كاشف الغطاء عبر عنه بـ (الجسم الأثيري)، والشيخ المرحوم عبر عنه بـ (الجسم الهورقليائي) والآخرون عبروا عنه بـ (الجسم المثالي) ولكن الحقيقة هي واحدة، وإن تباينت الألفاظ والتعابير.

(عباراتنا شتى وحسنك واحد)

وهنا خطر لي مثال – من المناسب ذكره -: قالوا إن أعرابياً وتركياً وفارسياً ورومياً جمعتهم رفقة سفر، وأرادوا أن يتبعضوا شيئاً في الطريق.

فقال العربي: أريد عنباً.
وقال الفارسي: أريد أنكوراً
وقال التركي: علينا شراء النوزوم.
وقال الرومي: وأنا أريد إستافيل.

فدار الحديث بينهم وطال بهم، حتى وصل إلى حد المشاجرة عند ذلك مر بهم شخص ظريف يتقن اللغات الأربعة، وبعد إطلاعه على حقيقة الحال والجدل الذي وقعوا فيه، رأى بأنهم جميعاً يريدون شيئاً واحداً، لكنهم لم يعرف أحدهم لسان الآخر، فمضى واشترى لهم كمية من العنب، و وزعها عليهم فرضي الجميع بذلك وعرفوا بأن مقصودهم من الأساس كان ذلك ولكن جهلهم بلغة بعضهم البعض أوقعهم في ذلك الجدل الفارغ والشجار الطويل.

وهنا يظهر الحال هكذا، فإن بعضاً ممن لم توضع لهم قدم في دائرة العلوم والمعارف، لم يقفوا عن كثب على كتب الأعلام، ولم يفهموا اصطلاحات المحققين العظام، يستوحشون من كلمة (الهورقليا).

وكما شرحنا ذلك آنفاً فإن (الجسم الهورقليائي) هو ذلك الجسم البرزخي، أو الجسم المثالي، أو الجسم الأثيري ليس إلا.. وهو جزء من اصطلاحات علماء الدين.

المصدر: كتاب توضيح الواضحات لخادم الشريعة الغراء آية الله المعظم المجاهد المظلوم المولى الميرزا عبدالرسول الحائري الإحقاقي قدس سره الشريف
إذا وجدت هذا الموضوع مفيد يمكنك مشاركته مع زوار مدونتك، أو نشره في المنتديات.

رابط

رابط HTML

رابط للمنتديات

ليست هناك تعليقات:

يسعدنا تفاعلكم بالتعليق، لكن يرجى مراعاة الآداب العامة وعدم نشر روابط إشهار حتى ينشر التعليق، ويمكنك أن تستخدم الابتسامات بالوقوف عليها لمعرفة الكود
=q =w =s =d =f =g =h =t =y =u =z =x =c =v =b =n =m =a =e =r

جميع الحقوق محفوظة لــ: شبكة الإحقاقي الثقافية 2016 ©