آية الله المعظم المجاهد المظلوم السيد الأمجد كاظم الرشتي قدس سره الشريف |
وإنما تأثرت الأشياء كلها وتألمت وبكت واضطربت وظهر الفساد والخلل في العالم العلوي والسفلي لأجل هذه المصيبة العظمى والرزية الكبرى لوجوه كثيرة منها ما ذكرنا سابقاً فراجع ومنها ما ذكر شيخنا ومولانا كما نقلنا عنه آنفاً، ومنها ما ثبت أن الإمام عليه السلام قطب العالم الأكبر وقلبه فإذا تكدر القلب وتألم وتوجع توجع كل الأعضاء والجوارح مما تحله الحياة والقوة، فكلما كانت الحياة والقوة فيه أكثر كان تألمه أكثر وكلما كانت فيه أقل كان تألمه أقل والذي لا تحله الحياة لا يتألم بوجه، ولما كانت الحياة في العالم الأكبر إنما هي بقوة العلم بالله عز وجل ومعرفته كما قال سبحانه (أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس).
يكون كل من كان علمه وطاعته وخضوعه لله عز وجل أكثر كانت حياته أقوى وتألمه وتوجعه أكثر ومن كان علمه وطاعته وخضوعه لله أقل كانت حياته أضعف فكان تألمه وتوجعه أقل، ولذا كانت ما أثرت هذه المصيبة في أحد من المخلوقين كما أثرت في محمد وعلي وفاطمه وأولادهم الطيبين الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وكان النبي صلى الله عليه وآله أشد حزناً وأكثر توجعاً عليه من غيره ثم الأنبياء ثم العارفون المخلصون المنقطعون إلى الله عز وجل ثم الملائكة المقربون ثم الجن ثم سائر المخلوقات فمن لم يرق قلبه له عليه السلام فليعلم أنه ميت بعيد عن رحمة الله عز وجل ونعوذ بالله.
المصدر: أسرار الشهادة لآية الله المعظم المجاهد المظلوم السيد الأمجد كاظم الرشتي قدس سره الشريف
(خدام أوحديين)
ليست هناك تعليقات:
يسعدنا تفاعلكم بالتعليق، لكن يرجى مراعاة الآداب العامة وعدم نشر روابط إشهار حتى ينشر التعليق، ويمكنك أن تستخدم الابتسامات بالوقوف عليها لمعرفة الكود
=q =w =s =d =f =g =h =t =y =u =z =x =c =v =b =n =m =a =e =r