![]() |
الإمام المصلح والعبد الصالح آية الله المعظم المجاهد المظلوم المولى الميرزا حسن الحائري الإحقاقي قدس سره الشريف |
(حياة الإنسان الكامل)
قال أمير المؤمنين علي عليه السلام (الناس موتى وأهل العلم أحياء).
الحياه الواقعيه هي حياة الإنسانية.
والحي الحقيقي هو الإنسان الكامل.
وإن شئت قلت:الحياة هي حياة العلم والحكمه التي تقابلها الحيوانية والجهل المعبر عنه بالموت المعنوي والأخلاق كما يقول مظهر الحي الذي لا يموت.
في هذا التقسيم.
تترادف الحياة الانسانيه مع حياة العلم والحياة الخالده.
سواء أكان ذلك قبل الموت المصطلح أم بعده.
المقصود من هذا العالم هو المعرفة بحقيقة الحياة وسر الخليقة أي معرفة النفس ومعرفة خالق النفس (معرفة الله، ومعرفة النفس).
وعلى هذا فما عدا العارف بالحق والعارف بالحقيقة كلهم في عداد الأموات كما في الرواية (موتو قبل أن تموت).
الحي هو البصير الواقعي والسميع الحقيقي الذي يتذكر حقائق الخلقه وأسرار المبدأ والمعاد دائماً
إذن فما يمتاز به الإنسان يكمن في حواسه الباطنة.
ودرك حقائق الخليقة والسير في المقامات المعنوية.
وعندما يفقد هذا الإحساس أو يصاب بالخمول فإنه أعمى وابكم.
قال تعالى (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) (179) الأعراف.
وهناك مصطلح قرآني آخر الحي هو الذي يستطيع وعي الكلام الصحيح والمنطقي أي الذي يملك قلباً واعياً وبصيرة نافذة.
وسمعاً باطنياً الذي يتعظ من سماع النصيحة والوعظ.
إذا فمن لا يملك هذه الحاسه يستحق توصيفه بالموت.
كما يقول تعالى (إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ) (٨٠) النمل.
وقد روي عن الإمام زين العابدين عليه السلام (أن للعبد أربعة عيون يشاهد بعينين منهما دينه ودنياه وينظر بعينين إلى الآخرة فإذا أراد الله بعبد خيراً فتح له عيني قلبه ليرى بهما الغيب وأمر أخرته وإذا لم يرد به خير ترك قلبه كما هو).
ومن البديهي أن لكل قلب بابين.
أحدهما يفتح على الملكوت الأعلى عالم الملائكة.
والآخر يفتح على الملكوت السفلي عالم الشياطين.
وكلما فتح أحد البابين أقفل الباب الثاني.
عندما ينفتح باب الملائكة يتجه القلب إلى الله بالنية الصادقة فيعمرالقلب بذكر الله تعالى
أما عندما يصبح القلب مركز للشهوات تمتنع الملائكة من الدخول ويصبح القلب وكراً للشياطين والأبالسة والعياذ بالله إنه يصبح كمزبلة يجتمع فيها الكلاب والحيوانات الآكلة للجيف.
عليكم أن تطهرو قلوبكم من الصفات الذميمة كالكبر والبخل والحسد وأمثالها حتى تصبح مركز ومنزلاً لله تعالى.
المصدر: الرسالة الإنسانية منهج لصياغة الإنسان وفق رسالة السماء للإمام المصلح والعبد الصالح آية الله المعظم المجاهد المظلوم المولى الميرزا حسن الحائري الإحقاقي قدس سره الشريف
(أوحدي فداء الأوحد)
ليست هناك تعليقات:
يسعدنا تفاعلكم بالتعليق، لكن يرجى مراعاة الآداب العامة وعدم نشر روابط إشهار حتى ينشر التعليق، ويمكنك أن تستخدم الابتسامات بالوقوف عليها لمعرفة الكود
=q =w =s =d =f =g =h =t =y =u =z =x =c =v =b =n =m =a =e =r