آية الله العظمى المعظم المجاهد المظلوم المولى الميرزا علي الحائري الإحقاقي قدس سره الشريف |
يقول الحكيم الإلهي والفرد الصمداني الميرزا علي الإحقاقي أعلى الله مقامه
.. وقد تفسر باطناً بالمشيئة أي مشيئة الإله الكلية، لأنها كالشجرة لتشعب وجوه متعلقاتها بذوات الوجود التي لا تتناهى في مراتب الإمكان وطبقات الأكوان، فلها شعب ولها غصون كلية وأغصان جزئية ولها أوراق بحسب المتعلق، ولها مراتب وأسماء في تعلقها بالمواد فيكون وبالصور فعين وبالحدود فقدر وتعلقها لمشروح العلل والأسباب فقضاء وإمضاء.
وكونها مباركة واضحة لبركة آثارها وكثرة متعلقاتها، وغيرها بعيد أن تكون هي المعنية بالنار في قوله تعالى: (أن بورك من في النار ومن حولها) أي بورك من في نار المشيئة وهو الإمكان الحامل لها والمحل لها الذي هو أثرها وتأكيدها وقيامه بها قيام صدور وقيامها به قيام ظهور ومن حولها يكون عبارة عن الوجود المقيد، بعبارة أخرى عن الملائكة العالين وبعدها الملائكة الكروبيين. يشهد لذلك ما ورد في تفسيرها قال (عليه السلام): (من في النار) هو رسول الله (صلى الله عليه وآله ) (من حولها ) موسى بن عمران فافهم إن كنت تفهم.
وقد تفسر الشجرة بالحقيقة المحمدية لتشعب شعاعها وشعاع وشعاعها مادة للموجودات في مقام كونه علة مادية.
وقد تفسر أيضاً بالعقل الكلي بهذا الوجه الوجيه، وهو تكون جميع الموجودات على طبقاتها من شعاعه وشعاع شعاعه لما خوطب بخطاب أدبر فأدبر فوجدت الأشياء بسلاسلها إلى الجمادات.
وقد تفسر أيضا بالنفس الكلية، لأن ظهور طبقات السعادة والشقاوة كان في عالم النفس الذي هو عالم الذر الأول مقام التكليف وخطاب (ألست بربكم ومحمد نبيكم وعلي وأولاده الطاهرون أئمتكم وأولياؤكم) فسعد من سعد بقوله: بلى، وشقي من شقي بقوله: نعم، وكانوا أزواجاً ثلاثة: السابقون وأصحاب اليمين وأصحاب الشمال، وتابعوهما تابعو أصحاب اليمين وتابعو أصحاب الشمال، فتبصر ولا تنكر ما لم تحط به خبراً.
المصدر: الكلمات المحكمات لآية الله العظمى المعظم المجاهد المظلوم المولى الميرزا علي الحائري الإحقاقي قدس سره الشريف
ليست هناك تعليقات:
يسعدنا تفاعلكم بالتعليق، لكن يرجى مراعاة الآداب العامة وعدم نشر روابط إشهار حتى ينشر التعليق، ويمكنك أن تستخدم الابتسامات بالوقوف عليها لمعرفة الكود
=q =w =s =d =f =g =h =t =y =u =z =x =c =v =b =n =m =a =e =r