من كرامات الامام الحجة عليه السلام |
قصة رمانة البحرين
وفي يوم من الأيام جاء الوزير للوالي برمانة مكتوب عليها
لا إله إلا الله محمد رسول الله أبو بكر وعمر وعثمان وعلي خلفاء رسول الله
فنظر الوالي إلى كتابة الرمانة فظن أن تلك الخطوط كتبت بقلم القدرة وليست من صنع البشر.
فقال للوزير هذه آية بينة وحجة قوية على ابطال مذهب الرافضة يقصد الشيعة فأقترح الوزير أن يجمع الوالي علماء الشيعة وشخصياتهم ويريهم الرمانة فإن تخلوا عن مذهب التشيع واعتنقوا مذهب أهل السنة تركهم بحالهم وإن أبوا إلا التمسك بمذهبهم خيرهم بين ثلاثة أمور:
الأول: أن يدفعو الجزية كما يدفعها غير المسلمين من اليهود والنصارى والمجوس.
الثاني: أن يأتوا بجواب لرد وتفنيد الكتابة الموجودة على الرمانة.
الثالث: أن يقتل الوالي رجالهم ويسبي نسائهم وأولادهم ويأخذ أموالهم بالغنيمة.
فأرسل الوالي إلى شخصيات الشيعة وأحضرهم وأراهم الرمانة وخيرهم بين الأمور الثلاثة المذكورة فطلبوا منه ثلاثة أيام.
فأجتمع رجالات الشيعة وأهل الحل والعقد يتذاكرون فيما بينهم حول كيفية التخلص من هذه المشكلة وبعد مذاكرات طويلة اختاروا من صلحائهم عشرة رجال واختاروا من العشرة ثلاثة وتقرر أن يخرج في كل ليلة واحد من الثلاثة إلى الصحراء ويستغيث بالإمام المهدي عليه السلام للتخلص من هذه المحنة.
فخرج أحدهم في الليلة الأولى فلم يتشرف بلقاء الإمام الحجة عليه السلام ولم تنحل المشكلة وهكذا حدث في الليلة الثانية أيضًا وفي الليلة الثالثة خرج الشيخ محمد بن عيسى الدمستاني وكان فاضلاً تقيًا فخرج الإمام المهدي عليه السلام وخاطبة يا محمد بن عيسى مالي أراك على هذه الحالة؟ ولماذا خرجت إلى هذه البرية؟ فأمتنع الرجل أن يذكر حاجته إلا للإمام المهدي عليه السلام.
فقال له الإمام: أنا الإمام فأذكر حاجتك.
قال محمد بن عيسى: إن كنت صاحب الأمر فأنت تعلم قصتي ولا حاجة إلى البيان والشرح.
فقال الإمام: نعم خرجت لما دهمكم من أمر الرمانة وما كتب عليها.
فلما سمع محمد بن عيسى ذلك أقبل إلى الإمام وقال: نعم يا مولاي تعلم ما أصابنا وأنت إمامنا وملاذنا والقادر على كشفه عنا.
فقال الإمام إن الوزير لعنه الله في داره شجرة رمان فلما حملت تلك الشجرة صنع الوزير شيئًا أي قالبًا من الطين على شكل رمانه وجعله نصفين ونحت في داخله تلك الكلمات المذكورة ثم جعل رمانة من الشجرة في ذلك القالب وشد القالب على الرمانة فلما نبتت الرمانة وكبرت دخل قشرها في تلك الكتابة المنحوته.
فإذا مضيتم غدًا إلى الوالي فقل له جئتك بالجواب ولكني لا أبديه إلا في دار الوزير فإذا مضيتم إلى داره فأنظر عن يمينك ترى غرفة فقل للوالي لا أجيبك إلا في تلك الغرفة وسيمتنع الوزير عن ذلك ولكن عليك بالإلحاح وحاول أن لا يدخل الوزير تلك الغرفة قبلك بل أدخل معه فإذا دخلت الغرفة رأيت كوه فيها كيس بيض فأنهض إليه وخذه فترى فيه تلك الطينة أي القالب التي عملها لهذه الحيلة ثم ضعها أمام الوزير ثم ضع الرمانة فيها حتى ينكشف إن الرمانة على حجم القالب.
ثم قال الإمام المهدي عليه السلام يا محمد بن عيسى: قل للوالي إن لنا معحزة أخرى وهي أن هذه الرمانة ليس فيها إلا الرماد والدخان فإن أردت صحة هذا الخبر فأمر الوزير بكسرها فإذا كسرها طار الدخان على وجهه ولحيته.
انتهى اللقاء
ورجع محمد بن عيسى وقد غمره الفرح والسرور وانصرف إلى الشيعة يبشرهم بحل المشكلة.
وأصبح الصباح ومضوا إلى الوالي ونفذ محمد بن عيسى كل ما أمره الإمام عليه السلام فسأله الوالي من أخبرك بهذا؟
فقال إمام زماننا وحجة الله علينا
فقال ومن إمامكم؟
فأخبره بالائمة الاثني عشر واحدًا بعد واحد حتى انتهى إلى الإمام المهدي صاحب الزمان عجل الله ظهوره.
فقال الوالي مد يدك فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله وأن الخليفة بعده بلا فصل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهما السلام ثم أقر بالأئمة الطاهرين عليهم السلام وأمر بقتل الوزير وأعتذر إلى أهل البحرين.
أخي القارئ الكريم إن هذه القصة مشهورة عند المؤمنين وخاصة عند أهل البحرين وقبر محمد بن عيسى في البحرين مشهور يزوره الناس.
المصدر: كتاب الإمام المهدي عليه السلام من المهد إلى الظهور للعلامة الخطيب السيد محمد كاظم القزويني
إعداد: المؤيد
ليست هناك تعليقات:
يسعدنا تفاعلكم بالتعليق، لكن يرجى مراعاة الآداب العامة وعدم نشر روابط إشهار حتى ينشر التعليق، ويمكنك أن تستخدم الابتسامات بالوقوف عليها لمعرفة الكود
=q =w =s =d =f =g =h =t =y =u =z =x =c =v =b =n =m =a =e =r